نوبات التشنج (covulsions) هي انقباضات لا إرادية للعضلات نتيجة لوجود نشاط كهربي غير طبيعي في المخ وقد تكون موضعية في جزء معين من الجسم أو عامة فتشمل كل عضلات الجسم وقد تكون حادة أي تحدث مرة أو مرتين أو تكون مزمنة أي تحدث وتتكرر على مدى طويل من الزمن.
نوبات التشنج لها أشكال كثيرة فقد تحدث في شكل انقباضات متكررة أو مستمرة للعضلات أو في شكل انقباض ثم انبساط متكرر للعضلات أو في شكل ثني متكرر للمفاصل والنوبة الواحدة للتشنج تستمر غالباً أقل من 15 دقيقة وأحيانا تستمر من 20 إلى 30 دقيقة وأثناءها يزداد احتياج المخ للاوكسيجين ويمكن ان يحدث توقف للتنفس مما يؤدي إلى الأضرار بخلايا المخ وغالبا ما تحدث نوبة إغماء مؤقتة بعد نوبات التشنج يسترد بعدها المريض وعيه وسوف نذكر أولا نوبات التشنج التي تحدث خلال الشهر الأول من عمر الطفل ثم النوبات التي تحدث بعد هذا العمر.
الأطفال حديثو الولادة
تحدث نوبات التشنج في الأطفال حديثي الولادة خاصة في الأسبوع الأول وقد تحدث إما لضرر وقع لخلايا المخ أثناء الولادة وإما بعدها وإما نتيجة لتغير في تركيب كميائيات الدم.
أما عن الأسباب التي تؤدي إلى الأضرار بخلايا المخ أثناء وبعد الولادة فقد تحدث نتيجة نقص الأوكسيجين الواصل للطفل كالولادة المتعسرة أو التفاف الحبل السري حول رقبته وفي هذه الحالات تحدث نوبات التشنج غالبا بعد الولادة باثنتي عشرة ساعة وغالبا ما تكون نهايتها جيدة ويعافى الطفل وأيضا قد يحدث نزيف بالمخ أو تحدث إصابة بالرأس أو نقص شديد للأوكسيجين الواصل للمخ وخاصة في الأطفال المبتسرين وفي هذه الحالات قد تحدث نوبات التشنج لايام مع تغير بحدقة العين ونقص شديد في هيموجلوبين الدم.
ومن الأسباب الأخرى لحدوث هذه النوبات حدوث التهاب بالأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي «الحمى الشوكية» لكن هذه النوبات تحدث بعد الولادة في أي وقت لك وتبدأ الحالة بضعف عملية الرضاعة والقيء وارتفاع أو انخفاض في درجة الحرارة ويكون الطفل عصبياً ثم تظهر بعد ذلك نوبات التشنج مع تغير درجة الوعي عند الطفل واذا شخصت هذه الحالات مبكرا وعولجت علاجاً صحيحاً وفورياً فالشفاء منها قائم.
زيادة الصفراء
الأسباب التي تؤدي إلى الأضرار بخلايا المخ زيادة نسبة الصفراء «البيليروبين» في دم الطفل إلى درجة كبيرة «16 20 مج % » فان هذه المادة تترسب في بعض أجزاء المخ مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ودائمة مثل فقد السمع والشلل والتخلف العقلي وحدوث نوبات التشنج .
ومن أهم أسباب هذه الحالة عدم توافق فصيلة الدم (Rh) عند الزوج والزوجة وفي 75% من هذه الحالات قد تحدث الوفاة للطفل وفي ال 25% الباقية تحدث مضاعفات عصبية خطيرة مثل الشلل الدماغي والصمم والتخلف العقلي.
أما السبب الثاني والناتج عن تغير مكونات الدم الكيمائية فهو نقص السكر في دم الطفل «أقل من 30 مج%» وخاصة في الأطفال المبتسرين أو الاطفال المولدين لأم مصابة بمرض السكر أو تسمم الحمل، وفي هذه الحالة تحدث نوبات التشنج خلال الأيام الأولى بعد الولادة مع حدوث زرقة في جسم الطفل ونوبات توقف للتنفس ولابد من علاج هذه الحالة بسرعة والا حدث تلف لخلايا المخ .
ومن الأسباب الأخرى لحدوث نوبات التشنج نقص الكالسيوم والماغنسيوم خاصة عندما تكون الأم مصابة بمرض السكر وقد يحدث نقص للكالسيوم في الدم عند تغذية الطفل على اللبن الحيواني لاحتوائه على نسبة عالية من الفوسفات مما يؤدي إلى ارتفاع الفوسفات في الدم وبالتالي انخفاض الكالسيوم.
من الأسباب الأخرى لحدوث هذه النوبات نقص البوتاسيوم وفيتامين ب 6 في الدم.
المحاليل السكرية
أما عن العلاج فعلى الأم إعطاء طفلها المحاليل السكرية «الجلوكوز 5 %» بعد الولادة مباشرة وعليها التوجه فورا إلى المستشفى عند حدوث نوبة التشنج ويبدأ العلاج بإعطاء الطفل الجلوكوز والكالسيوم والماغنسيوم وفيتامين ب 6 لأنها أسباب محتملة لنوبات التشنج وقد يؤدي إعطاؤها إلى شفاء الحالة تماما كما يُعطى الطفل أدوية لمنع النوبات مثل الديازيبام «فاليوم» ويتم عمل كافة الفحوصات الطبية للوصول إلى سبب الحالة.
وهناك السبب الأخير والخطير لحدوث نوبات التشنج وهو التيتانوس (الكزاز Tetanus Neonatorum) والذي ينتج من تلوث الحبل السري عند قطعه أثناء الولادة بميكروب الكلوستريديا اللاهوائية (colistridium tetani) وهذا الميكروب يتكاثر في السرة وينتج سموماً تصل إلى دم الطفل وتؤثر على الجهاز العصبي وفترة الحضانة للميكروب أسبوع يبدأ بعدها ظهور الأعراض بانقباض الفكين وشد عضلات الجسم مع تقوس الظهر وحدوث نوبات التشنج مع أي تنبيه للطفل وقد يحدث توقف للتنفس ويكون واضحاً التهاب مكان السرة والحالة العامة للطفل تكون سيئة والعلاج يكون بالمصل المضاد للتيتانوس فور توقع الحالة والمضادات الحيوية مع تطهير السرة.
التشنج الحراري
نوبات التشنج بعد الشهر الأول من عمر الطفل وهي اما نوبات حادة أي تحدث لمرة واحدة أو مرتين ولا تتكرر بعد ذلك مثل التشنج الحراري والتهابات المخ ونقص الكالسيوم والصوديوم في الدم ونقص الأوكسجين الواصل إلى المخ وحدوث نزيف بالمخ أو تكون نوبات مزمنة تتكرر كثيرا ولفترات طويلة وتسمى نوبات الصرع التشنج الحراري: (febrile convulsions) وهي نتيجة لارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والشديد لأي سبب من الأسباب مثل:
أولا التهاب اللوزتين والتهابات الجهاز التنفسي والأذن الوسطى وتحدث في حوالي 5% من الأطفال وغالبا عند عمر 6 شهور حتى 3 سنوات ويمكن لعمر 6 سنوات لكنها نادرا ما تحدث للأطفال أقل من 6 شهور،
وهذه النوبات تحدث عند ارتفاع درجة الحرارة السريع والشديد «39ْ م أو أكثر» وغالباً ما تحدث 8 ساعات بعد بداية ارتفاع درجة الحرارة.
أما نوبات التشنج التي تحدث بعد يوم أو يومين من ارتفاع درجة الحرارة فهي ليست تشنجات حرارية.
ونوبات التشنج الحراري تكون نوبات انقباضية انبساطية للعضلات مع دوران مقلة العين لأعلى وخروج زبد أبيض من الفم وقد يحدث قيء وتبول أثناءها وتكون مدتها 5 15 دقيقة يتبعها فقد الوعي لمدة بسيطة ثم يعود الطفل إلى وعيه بعد ذلك وغالبا ما تكون نوبة تشنج واحدة لا تتكرر أثناء المرض نفسه أما اذا تكررت هذه النوبات أكثر من 4 5 مرات فلا بد من احتمال إصابة الطفل بالصرع.
وعلاج التشنجات الحرارية يعتمد على الأم بدرجة كبيرة فعلى كل أم ترتفع درجة حرارة ابنها لأي سبب ان تقوم باجراءات بسيطة تمنع حدوث هذه النوبات وأولها عمل كمادات بماء الصنبور أو حتى حمام كما تعطيه مخفضا للحرارة مثل الباراسيتامول وتحاول خفض درجة الحرارة دوما إلى اقل من 5 ،38ْ م ولا يجب عمل كمادات بالماء البارد أو الثلج حيث انها تعطي إحساساً سطحياً بانخفاض درجة حرارة الجلد وليس الجسم بينما هي تقلل فقد الحرارة من الجسم لانها تؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية بالجلد مما لا يساعد على خفض درجة حرارة الجسم.
وعند حدوث نوبة التشنج يجب وضع الطفل راقداً على بطنه حتى لا يحدث له اختناق اذا تقيأ مع عدم إثارة الطفل وتركه هادئاً حتى تنتهي النوبة.
التهابات المخ
أما السبب الثاني لنوبات التشنج الحادة فهو التهابات المخ مثل الالتهاب السحائي والتهاب أنسجة المخ نتيجة العدوى الفيروسية أو الفطرية أو أية أسباب أخرى ونوبات التشنج تكون إما موضعية في جزء من عضلات الجسم وإما عامة في كل عضلات الجسم وتكون متكررة وتكون غالبا طويلة.
أما الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التشنجات الحادة فكثيرة منها النزلات المعوية الشديدة ونقص الصوديوم في الدم ونقص الكالسيوم في الدم أو حدوث نزيف في المخ كما ان حدوث فشل التنفس يؤدي إلى نقص الأوكسجين الواصل إلى المخ و إلى نوبات التشنج ومن الأسباب أيضا التهاب الكليتين غيرالميكروبي (glomerulonephritis) والذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الشديد الذي يؤدي إلى التشنجات .
الصرع
التشنجات المزمنة (Epilepsy ) هي التشنجات المتكررة كثيرا ولمدة طويلة وتسمى نوبات الصرع أما الأسباب فهي كثيرة.. إما لسبب عضوي مثل الشلل الدماغي cerebral palsy)) وإما لوجود عيب خلقي بالمخ أو حدوث نقص بالاوكسجين الواصل للمخ أثناء الولادة مما يؤدي إلى تلف خلايا المخ .
وقد يكون مصاحباً لأمراض وراثية أو حدوث ورم بالمخ ولكن في كل هذه الحالات يجب أن نستبعد نقص الكالسيوم ونقص الماغنسيوم ونقص السكر في الدم وكلها تؤدي إلى نوبات التشنج، أو قد تكون النوبات بلا سبب وهو ما يسمى بالصرع الغامض (Idiopathic epilepsy) وفي هذه الحالة تحدث النوبات بدون سبب عضوي ولا توجد أمراض عضوية ولا يوجد أي خلل بالجسم يؤدي إلى نوبات الصرع.
و أنواع الصرع الغامض كثيرة هي :
النوبات العامة (النوبة الكبرى grandmal epilepsy) : وتحدث عند أي عمر وفي أحيان كثيرة تسبق النوبة تنبيه (aura) مثل أن يشم المريض أو يسمع أو يرى شيئا ثم تتبع ذلك النوبة والنوبات غالباً ما تكون عامة تشمل كل عضلات الجسم في شكل نوبات انقباضية انبساطية وقد تحدث هذه النوبات مرة في العام وقد تحدث مرات في اليوم الواحد وتحدث حالة فقد الوعي «إغماء» بعد النوبة ثم ينام المريض فترة طويلة ليعود إلى وعيه الكامل بعد ذلك مع الشعور بالصداع والتشوش وقد يحدث للمريض أن يعض لسانه أو يتبول أو يتبرز أثناء النوبة.
النوبة الصغرى (Petitmal epilepsy): وفيها يحدث للمريض توهان أو سرحان مع فقد الوعي لعدة ثوانٍ فقط وقد يصاحب ذلك بعض الحركات المنتظمة مثل هز الرأس.
الصرع الموضعي ( focal motor epilepsy): وتبدأ نوبات التشنج في مجموعة واحدة من العضلات غالبا في الأصابع ثم تنتشر تدريجيا بطريقة ثابتة لتشمل ناحية واحدة من الجسم ولكن المريض لا يفقد الوعي ويظل في حالة انتباه ولكن قد يحدث شلل مؤقت في الجزء المتشنج يستمر لمدة 24 ساعة ثم يعود المريض إلى حالته الطبيعية بعد ذلك وفي بعض الأحيان تحدث التشنجات في الجسم كله.
الانقباض العضلي myoclonic epilepsy)): وتحدث النوبات في شكل حركة مفاجئة يثني فيها المريض الأطراف والظهر وقد تحدث في الأطفال خلال السنة الأولى من العمر وتتميز بأن الطفل يقوم بضم الأطراف وثنيها مع ثني الرأس والجذع في حركة مفاجئة ثم إرخائها بالتدريج وهذه الحالة تنتهي تلقائيا عند عمر 3 سنوات وقد تحدث هذه النوبات في الأطفال والكبار وفيها نجد أن الشخص يسقط إلى الأرض بصورة فجائية درامية.
النوبات اللاحركية (Akinetic seizures): وفيها وبصورة فجائية يفقد المريض وعيه ويحدث ارتخاء للعضلات ويقع المريض إلى الأرض بصورة فجائية ودرامية لكن لا تحدث تشنجات .
النوبات النفسية الحركية : (Psychomotor epilepsy) ويشعر الشخص بعلامة قبل النوبة وبالغثيان وألم بالمعدة يتبع هذا حركات بالفم مع حدوث حركات غير طبيعية وفي أثناء ذلك يكون الشخص فاقد الانتباه أو فاقد الذاكرة وقد تتطور هذه الحركات لتشمل الجسم كله وتصبح تشنجات عامة وغالبا ما يكون في هذا النوع من الصرع تاريخ مرضي لحدوث إصابات للرأس عند الولادة أو حدوث التهابات بالجهاز العصبي.
أما علاج الصرع فالهدف الأساسي منه منع حدوث هذه النوبات أما أثناء النوبة فيجب منع المريض من الأضرار بنفسه وذلك بوضعه راقدا على بطنه لمنع حدوث اختناق اذا تقيأ ووضع جسم صلب بين الفكين حتى نمنعه من قضم لسانه كما نوفر له الجو الهادئ حتى تنتهي النوبة أما اذا طالت أو تكررت دون ان يسترد المريض وعيه فيجب نقله للمستشفى لإسعافه حيث يتم إعطاؤه أدوية توقف التشنجات بالوريد حتى يتم التحكم في نوبة التشنج.
علاج منتظم
ولمنع نوبات التشنج يُعطى المريض علاجاً منتظماً من أدوية الصرع لمنع حدوث هذه النوبات ويُعطى العلاج لمدة 23 سنوات ثم يُسحب تدريجياً اذا لم تحدث تشنجات خلال هذه المدة وعلى الأم الانتظام التام في العلاج وعدم قطعه لأي سبب أو نسيانه حيث ان هذا بحد ذاته قد يسبب نوبات تشنج واذا ما حدثت نوبات تشنج أثناء العلاج فان مدة العلاج تستمر من 23 سنوات بعد آخر نوبة تشنج وهكذا إلى ان يرى الطبيب المعالج سحب العلاج من المريض.
العادات الحركية
العادات الحركية (Tics and habit spasms) وهي عبارة عن انقباضات في عضلة أو مجموعة من عضلات الجسم، والطفل يدري بوجود هذه الحركات ويستطيع التحكم بها وقد يوقفها اذا وجد أحدا منتبها إليها وغالباً ما تحدث للأطفال عند سن 8 إلى 12 عاماً وفي عضلات الوجه وقد تزداد هذه الحركات بالاثارة أو عندما يريد الطفل لفت الانتباه ومثال لهذه الحركات الارتجاف الشديد للعضلات مع إحداث صوت مدوٍ ولأن الطفل يعرف بوجود هذه الحركات فهو يحاول التخلص منها لكنه لا يستطيع وغالبا ما تكون هذه العادات الحركية نتيجة للشد العصبي والقلق النفسي لذلك فالعلاج النفسي للطفل هام جدا لمعرفة أسباب القلق والشد العصبي ومحاولة وقف هذه العادة ويجب على الأب والأم والمحيطين بالطفل عدم لفت الانتباه لحدوث هذه الحركات أو التعليق عليها.
الإغماء
الاغماء عند الاطفال (Infantile syncope) نتيجة لتوقف التنفس الفجائي عند الأطفال لثوانٍ معدودة تحدث غالبا عندما يكون الطفل خائفاً أو مرعوباً أو في حالة غضب شديد أو يبكي بصورة شديدة وفي أثناء ذلك يتوقف تنفس الطفل وقد يصبح لون الطفل باهتاً أو مائلا إلى الزرقة وقد يفقد الوعي «إغماء» ويحدث ارتخاء بالعضلات ثم يتبع ذلك اهتزاز للاطراف مع شد خفيف بالعضلات ويمكن ان يتقوس ظهر الطفل وغالباً ما يحدث تبول ثم يعود الطفل لوعيه ثانية وهذه النوبات تحدث غالبا بين عمر 6 أشهر إلى سنتين وتتوقف تماما عند عمر5 سنوات والفرق بين هذه النوبات ونوبات الصرع ان زرقة الجسم وتوقف التنفس يسبق اهتزاز العضلات كما ان رسم المخ الكهربي يكون سليماً في هذه الحالات وهذه الحالات لا تحتاج إلى علاج أما اذا زادت فترة توقف التنفس عن 30 ثانية فيجب عرض الطفل فورا على الطبيب لتشخيص الحالة ومعرفة السبب .
لقد اخذ كل الادويةالخاصة بنوبات الصرع ولم يحدث اي تحسن للحالة واريد ان اصل الى علاج مناسب للحالة ويتم تحديدة
ردحذف